لا شك أنه يوجد في كل مدرسة أو في كل فصل دراسي مدرسين محبوبين، والبعض الآخر الذي يخافه الطلبة، أو حتى معلمين كثيرين متواجدين في كل زاوية من حولنا. فهم يرافقوننا منذ بداية رحلتنا التعليمية وحتى النهاية. وفي الوقت الذي يمضي وهم يشهدون رحلتنا التنموية، بدأنا نلاحظ أوجه التشابه بين جميع المعلمين الذين ساهموا في تعليمنا.
لكل معلم شخصية مختلفة وأسلوب تعليمي مختلف يحدد الطريقة التي سيتم بها تدريس الفصل. وعلى الرغم من وجود مجموعة متنوعة من الفئات التي من الممكن أن نصنف بها المعلمين، لكنه من غير الممكن أن نصنفها كلها. لذلك توصلنا إلى الصفات الأكثر شيوعًا بناءً على تجاربنا كمعلمين وكطلاب!
فيما يلي بعض أنواع المعلمين التي لاحظناها خلال السنوات الماضية:
المعلم المضحك
كلنا نعرفهم. ولديهم عادةً شعبية كبيرة بين الطلاب والمعلمين سواء. فالمعلم المضحك يعرف الوقت المحدد ليرمي الدعابة المثالية، ولديه دائمًا بعض الحيل المضحكة في جعبته التي قد تصل أحياناً إلى مستوى المقالب. لذا احذروهم، فكذبة أبريل لن تنطلي عليهم لأنهم على الأغلب سيسبقوكم إليها!
المعلم الأنيق
أول شيء نلاحظه عند دخولهم الصف هي ملابسهم الأنيقة! في العادة، نجد هذا النوع من المعلمين صغاراً في السن، ومواكبين لأحدث صيحات الموضة. لديهم خبرة في ارتداء الملابس والاكسسوارات التي تعبر عن فكرة معينة. ولديهم أيضاً نظرة في تنسيق الألوان حين يطابقون قطع الملابس ليخلقوا الزي المثالي الذي يضعهم في مركز الاهتمام. يميزهم هذا الشيء عن المعلمين الآخرين الذين يفضلون الملابس المريحة أو الأزياء السريعة. من المؤكد أن هذا النوع من المعلمين لديه خطة مهنة احتياطية في الأزياء.
المعلم النشيط
هؤلاء معلمون يدخلون إلى الفصل يحملون طاقة تضاهي تلك التي يحصل عليها الطفل بعد أكل السكر! ويحاولون منذ دخولهم القاعة أن ينقلوا هذه الطاقة إلى طلابهم مستخدمين عبارات مثل: اليوم سيكون يوماً مثمراً!، أو حين يقومون بشرح معلومة معينة، نجدهم يتحدثون بنبرة صوت عالية ويتحركون كثيراً. اخلاصهم وعملهم الجاهد يجبرنا على احترامهم وتقدير طاقاتهم (ولربما نحسدهم عليها أيضاً). لكنهم من المؤكد سيرسمون ابتسامة على وجوهنا لأنهم يساعدونا في التركيز على الدراسة أكثر.
المعلم الحنون
يشعروننا بأنهم بمثابة أصدقائنا، أو أمهاتنا، أو آباءنا أو أخوتنا… غالباً ما يكون هذا النوع من المعلمين عاطفي، ويتواجدون في أي لحظة يحتاجهم طلابهم سواء لمساعدتهم أو للاستماع إليهم. فهم يحبون طلابهم بصدق وإخلاص. وعلى عكس بعض المعلمين، ليس لديهم مشكلة في اظهار مشاعرهم. في معظم الأوقات تجد طريقة تعليمهم تعتمد على الحوار مع طلابهم ليساعدوهم في اتخاذ القرارات السليمة، ويؤكدون لهم بأن بابهم دائماً مفتوح في حالة احتياجهم للنصيحة. على الرغم من أن بعض الطلاب قد يصف هذه الصفات بالسذاجة، لكنهم حين يراجعون ذكرياتهم يشعرون بنوع من الدفء والتقدير للمعلم الذي مدّهم بالمحبة وأحدث تغييراً كبيراً في حياتهم.
المعلم الصارم
هذا النوع من المعلمين يتبعون قواعد وقوانين بحزم. وليس من الممكن أن يتغاضون عن التصرفات المتهورة أو الوقحة أو قلة المسؤولية. باستطاعتهم إدارة الفصل وتأديب الطلاب. فتجد الطلبة يحترمون إرشادات هذا المعلم بغض النظر إن كانوا يخافون منه أم يقدرونه. من الجدير بالقول هنا، أنه على الرغم من افتقارهم لحس الدعابة والمرح، إلا أن دورهم مهم جداً في صقل الطلاب وتوعيتهم حول أهمية التعليم.
المعلم الحكواتي
هذا النوع من المعلمين لديه دائماً قصة هادفة في جميع المواقف. لو سألتم واحداً منهم عن مفهوم السرعة، سيروي لكم قصته حين تزلج في جبال الآلب وحقق رقماً قياسياً. بعض الطلاب يجدونها فرصة ذهبية ليدفعوا المعلم للتحدث عن خبراته وقصصه بهدف تضييع وقت الدراسة. لديهم قصصاً وحكايات كثيرة تم تداولها كثيراً.
المعلم العملي
قد يكون معلّم اللغة الفرنسية لطالب معين، وفي نفس الوقت مدرب الآداب لطالب آخر، ولربما قد يكون أيضاً معلم أقاربهم! هذا النوع من المعلمين يحبون أن يقدموا كل خبراتهم وقدراتهم لمساعدة أكبر عدد ممكن من الطلاب. ولربما أيضاً يحبون قضاء أوقاتهم في التعليم، أو جني بعض المال بما أن رواتب المعلمين للأسف ما زالت متدنية.
المعلم المبتدئ
غالباً ما يكونوا في المرحلة الأولى من رحلتهم في التدريس. نجدهم عادة في حالة من التوتر وعدم الاستقرار ولم يجدوا الوسيلة المناسبة لهم في التعليم. وربما لا يزالون في شك إذا ما كانت مهنة التعليم مناسبة لهم أم لا. من المحبذ أن نعطي هذا النوع من المدرسين بعض الوقت والتفهم حتى يستطيعون معرفة أي نوع من المدرسين سيكونون وأية وسيلة تعليم سيعتمدون. قد تساعدهم هذا المدونة في اتخاذ القرار فلا بأس بمشاركة الرابط معهم!
المعلم الذي يحظى بالتقدير الكافي
للأسف… هذا النوع من المدرسين وهمي! ففي الحقيقة أن المعادلة معكوسة، ومعظم المدرسين لا يحظون بالتقدير الكافي. حتى في الوقت الذي يلاحظ الطلاب خلال حضورهم لحصصهم المجهود الذي يبذلونه، لكنهم نادراً ما يسمعون كلاماً تشجيعياً أو تعليقات تعبر عن تقدير الطلاب لهم. لذلك، إن كنتم تعرفون معلماً جديراً بالتقدير، تأكدوا أن تخبروهم بمدى تقديركم وشكركم لجهودهم.